رابطة أبطال إفريقيا

اللي على راسه بطحة يحسس عليها : الترجي والزمالك بين التخاذل واحترام الميثاق الرياضي


ليس من شيم غول إفريقيا التخاذل ولا تعنيه دعوات وأباطيل الآخرين. إسمعوا وعوا : الترجي لا يلعب إلا للترجي ! صورة : المعهد الدولي للتاريخ وإحصاءات كرة القدم
ليس من شيم غول إفريقيا التخاذل ولا تعنيه دعوات وأباطيل الآخرين. إسمعوا وعوا : الترجي لا يلعب إلا للترجي ! صورة : المعهد الدولي للتاريخ وإحصاءات كرة القدم

...

من أرض الكنانة إرتفعت مؤخرا أصوات الناعقين لممارسة ضغط إعلامي على شيخ الأندية التونسية وغول إفريقيا الترجي الرياضي التونسي لمصلحة الزمالك المصري الذي يحتاج أن يهزم الترجي التونسي مولودية الجزائر ليمكنه من العبور إلى الدور ربع النهائي من رابطة الأبطال الإفريقية.

هذا التوسل والتسول الإعلامي رافقته ايحاءات دنيئة تفتقر إلى الحياء والإحترام ولئن لا يستغرب مأتاها لمن خبرها فهي لا تليق بحجم وعراقة نادي باب سويقة ولعل هذا ما يدفعنا لتوجيه رسائل لأصحابها لعلهم عن غيهم يرعوون.

تذكير لمن نسي

نود أولا أن نذكر دعاة المواثيق الرياضية والأخلاقية أنه في مسابقة كأس أبطال العرب وبتاريخ 17 مارس 2004 كان الزمالك أول المجموعة ومتأهلا للدور الموالي. في نفس المجموعة كان هناك فريقان تونسيان : الترجي الرياضي التونسي والنادي الرياضي الصفاقسي. وكان الترجي صاحب المرتبة الثانية والأقرب للتأهل صحبة الزمالك. لكن التاريخ يذكر أن الفريق المصري تخاذل وسعى للهزيمة المذلة نتيجة وأخلاقا أمام النادي الصفاقسي بهدفين دون رد وذلك لإقصاء الترجي من المسابقة وهو ما حصل فعلا !

فقط للتذكير يا من نسيتم أو تناسيتم تاريخكم

الهدف من هذا التذكير ليس تهديد الزمالك وتخويف أنصاره من ردة الفعل فهم أصلا خائفون مرتعبون، ولكن توضيح الفارق بين كبير تونس الذي لا يساوم وزمالك مصر ذي السوابق في الخيانات والخذلان. لستم وإعلاميوكم المسعورون في وضع من يعطي الدروس وكما يقول مثلكم المصري : اللي على راسه بطحة يحسس عليها. وستظل الدروس تأتيكم من تونس أفعالا لا أقوالا فحسب !

مباراة تونس الأخيرة بين الفريقين وليس الأمر ببعيد شهدت ضرب الزمالك عرض الحائط بالميثاق الرياضي حين واصل الفريق اللعب في حين كان أحد لاعبينا يحتاج الإسعاف على أرضية الملعب. دليل آخر للتذكير لا غير وللدعوة للكف عن التشدق الإنتقائي بالمبادىء ! عودتمونا أن نسمع منكم جعجعة ولا نرى أفعالا !

ما المطلوب من الترجي

ليس مطلوبا من الترجي أن يفوز على مولودية الجزائر ليمر الزمالك فهذا ليس شأنه. إذا كان الزمالك ذاته فرط في نتائج مبارياته فليس من حقه مطالبة الترجي أن يلعب لفائدته أو يعوضه عما فاته. فما حك جلدك مثل ظفرك كما تقول العرب.

وليس مطلوبا من الترجي أيضا أن لا يهزم مولودية الجزائر حتى يتمكن الفريق الجزائري من العبور. كان حريا بالفريق الشقيق ضمان تأهله في مباراته الأخيرة.

خلاصة القول أن المباراة مبارة كرة قدم ونتيجتها النهائية مفتوحة على كل الإحتمالات ولا يعني الترجي سوى الترجي. بعبارة أخرى لا يعنينا ترشح الزمالك تماما كما لا يعنينا ترشح المولودية. سنلعب مباراة كرة القدم وليكن التأهل للأجدر !

ما الذي يعنينا إذا ؟

أولا، يعنينا الترشح إلى ربع النهائي في المرتبة الأولى ويمر ذلك حتما عبر الفوز أو على الأقل التعادل مع مولودية الجزائر وهذا ما سيسعى الفريق لتحقيقه للظفر بالمرتبة الأولى التي لن يرضى عنها بديلا ! يرافق هذا وعينا أننا لن نكون الفريق الوحيد على الميدان بل سيكون أمامنا منافس وجب احترامه ومنافسته بشرف وجدية.

ثانيا، على الترجي أن لا يشرك أيا من اللاعبين الذين تتهددهم عقوبة الإيقاف وإن أدى ذلك إلى الهزيمة لا قدر الله ، ذلك أن الفريق متأكد من لعب ربع النهائي حتى في حال الهزيمة وعليه أن يحافظ على رصيده البشري كاملا للمواجهات القادمة في رابطة الأبطال الإفريقية وهذا هو الأهم أحب من أحب وكره من كره ! لا سبيل إذا إلى تشريك حمدي النقاز ومحمد علي اليعقوبي وغيلان الشعلالي ومحمد علي بن رمضان في المقابلة ضد المنافس الجزائري. ليس الفريق مجبرا أن يعرض ركائزه الأساسية للإيقاف من أجل إرضاء طرف أو دحض شكوكه وادعاءاته ! نتفهم وضع منافسينا وعليهم أن يفهموا أنه لا يعنينا غير ترجينا !

ثالثا، يلعب الترجي يوم الأربعاء مباراة هامة جدا لحساب البطولة التونسية نقاطها أهم بكثير من نقاط مباراة أبطال إفريقيا وهي المباراة التي يجب أن تحظى باهتمام إدارة الفريق وطاقمه الفني ولاعبيه. الفوز على الأولمبي الباجي يقرب الفريق من الفوز بالدوري التونسي الذي يمثل هدفا من أهداف الفريق الأولى. ولأن هذه المقابلة تأتي ثلاثة أيام فقط قبل لقاء المولودية يوم السبت فلا مفر من لعبها بالتشكيل الأساسي للفريق للحصول على نقاطها وإن اقتضى الأمر اللعب بالفريق الثاني أمام الجزائريين حرصا على تحقيق أهداف الفريق المحلية كما القارية. لسنا في مقام إرضاء زيد أو عمرو بل في مهمة لبلوغ المراد من هذه المنافسات.

رابعا ، لاعبو الترجي يشاركون في العديد من المسابقات مع الفريق ومع منتخباتهم وكما يعلم الجميع اضطر الترجي لخوض مباراته ضد اتحاد المنستير دون لاعبيه الدوليين الستة : فاروق بن مصطفى ومحمد على اليعقوبي وعبد القادر بدران وفوسيني كوليبالي ومحمد على بن رمضان وحمدو الهوني. لاعبونا معرضون للإرهاق والجامعة التونسية لكرة القدم لم تراع هذا الجانب البتة. فريقنا الطبي والفني هو الذي قام بواجبه كالمعتاد ولم ينتظر لفتة من الجامعة أو غيرها. فريقنا اليوم في وضعية مشابهة وليس له أن يعبأ بمطالبات هذا أو ذاك مهما كانت وعليه أن يواصل في منهجه العلمي المدروس للحفاظ على لياقة اللاعبين والتوقي من الإصابات العضلية التي تنتج عن الإرهاق وتتالي المقابلات في ظروف وجيزة. إطارنا الفني والطبي هو المؤهل دون غيره لتحديد من يلعب مباراة الأولمبي الباجي ومن يلعب مقابلة مولودية الجزائر حسب الإحصائيات والمتابعة العلمية للاعبين وتوزيع وقت اللعب على كل منهم كما سطره فريق المتابعة مسبقا. فلا مكان للضغوطات الإعلامية وخلفيات أصحابها في العمل المنهجي الذي يقوم به فريقنا ولا مجال للتداخل بين التأثير الإعلامي والآداء الرياضي المدروس والمبرمج.

مختصر الكلام الترجي فوق كل اعتبار ولن نخشى في ذلك لومة لائم !

لا داعي اذا لكل هذه الحملات الممنهجة لإعلاميي الزمالك ومن لف لفهم. العبوا مبارياتكم على المستطيل الأخضر ودعكم من الإعلام والكواليس فالترجي لن يلقي لكم بالا ولن يهتم الترجي إلا بالترجي فتأهل الزمالك أو المولودية لا يعنينا ولا "يزهينا" إلا ترجينا !